عقدت مجموعة "ويتش؟" Which? مقارنة بين "قهوة فرابيه" frappe [مشروب مثلج مخلوط ومصنوع من القهوة يقدم غالباً مع الكريمة المخفوقة وغيرها من إضافات] وبين "فرابوتشينو" [قهوة ممزوجة بالثلج ومكونات مثل العصائر المنكهة وعادة ما تعلوها الكريمة المخفوقة] من المقاهي "كافيه نيرو" و"كوستا" و"ستاربكس"، وتبين أن كثيراً منها احتوى على كميات "عالية بشكل استثنائي" من السكر.

تبين أن قهوة "فرابوتشينو بالكراميل مع الحليب شبه منزوع الدسم" من "ستاربكس" أحد أسوأ تلك المشروبات، إذ تحتوي على 48 غراماً ونصف غرام من السكر، أو ما يعادل 12 ملعقة صغيرة.

إرشادات الصحة الصادرة عن "هيئة خدمة الصحة الوطنية" البريطانية ("أن أتش أس" NHS) تنصح بأن يستهلك البالغون 30 غراماً من السكر كحد أقصى يومياً، أو نحو سبع ملاعق صغيرة.

ويحتوي مشروب "الفرابيه بالشوكولاتة البلجيكية وبالبندق" من "كافيه نيرو" على 44 غراماً ونصف الغرام من السكر، أي ما يعادل 11 ملعقة صغيرة.

وفي مقهى "كوستا"، احتوى مشروب "براوني فرابيه موكا بالشوكولاتة مع حليب الشوفان" على 42.6 غراماً من السكر، أو 10 ملاعق صغيرة ونصف الملعقة.

مقارنة بكمية السكر الموجودة في هذه المشروبات، أشارت "ويتش؟" إلى أن قطعة بحجم 51 غراماً من شوكولاتة "مارس" تضم 31 غراماً من السكر (سبع ملاعق صغيرة ونصف الملعقة)، بينما تحتوي عبوة من الكوكاكولا بحجم 330 ملليغراماً على 35 غراماً من السكر (نحو ثماني ملاعق صغيرة ونصف الملعقة).

كذلك وجدت المجموعة أن "الفرابوتشينو" و"الفرابيه" بنكهة القهوة العادية يحتويان على كميات "عالية نسبياً" من السكر. احتوى "فرابيه بالحليب المنزوع الدسم" من "كافيه فرابيه" على 21.3 غراماً من السكر.

وفق هذه الهيئة الرقابية، بينما ينبغي أن تعرض المتاجر محتوى هذه المشروبات من السعرات الحرارية، يبقى محتواها من السكر غير ظاهر، ما من شأنه أن يعرض المستهلكين لخطر تجاوز الحد الأقصى الموصى به يومياً مما يسمى "سكريات مضافة" أو "حرة" [السكريات المضافة إلى الأطعمة أو المشروبات، والسكريات الموجودة بشكل طبيعي في العسل، وعصائر الفاكهة والخضراوات غير المحلاة، والمهروسات].

عموماً، بعض السكر "المخزن بشكل طبيعي في بنية خلايا" المشروبات القائمة على منتجات الألبان مرده إلى اللاكتوز، ولكن جميع المشروبات تحتوي أيضاً على كميات كبيرة من "السكريات الحرة"، والتي تشير إلى السكريات المضافة والسكريات الموجودة في العصائر المركزة والعسل وعصير الفاكهة.

ولكن صحياً، الأجدر بنا الحد من استهلاك هذه السكريات بسبب قدرتها على المساهمة في زيادة الوزن وتسوس الأسنان.

ونصحت "ويتش؟" المستهلكين الراغبين في خفض استهلاكهم من السكر أن يتحولوا إلى تناول المشروبات المثلجة من القهوة العادية بدلاً من هذه المشروبات [المليئة بالسكر].

في 2018، فرضت الحكومة البريطانية ضريبة على صناعة المشروبات الغازية [السكرية] (اختصاراً SDIL)، والمعروفة باسم "ضريبة السكر"، في محاولة منها للحد من مستويات الاستهلاك غير الصحية من السكر.

ولكن مع ذلك، يعفى بعض المشروبات من الضريبة، من بينها عصائر الفاكهة والمشروبات المصنوعة مباشرة في المكان والتي تقدم في أكواب مفتوحة، كذلك العصائر المركزة التي تستخدم غالباً في شراب الفرابيه.

وذكرت خبيرة التغذية في "ويتش؟" شيفالي لوث إن "تحليلنا لمحتوى خلطات القهوة المثلجة من السكر يكشف عن أن الناس يستهلكون عن غير قصد قدراً أكبر كثيراً مما يدركون من السكر، مما يترك ربما تأثيرات ضارة على صحتهم.

وفق لوث، "على سلاسل المقاهي الكبرى أن تتحمل مسؤولية أكبر، وتخفض محتوى السكر المفرط في بعض مشروباتها من أجل حماية صحة الناس".

"عند شراء مشروب مثلج، تتوفر أمامنا خيارات بديلة وأكثر صحة، مثل القهوة المثلجة العادية، والتي تحتوي على كمية أقل من السكر"، أضافت لوث.

وقال متحدث باسم "ستاربكس"، "نحن ملتزمون بمساعدة الزبائن على اتخاذ خيارات تناسبهم تكون مدروسة ومحسنة، ونقدم مجموعة من الخيارات كل بحسب شخصه، من قبيل اختيار أصغر حجم لدينا (Tall)، ومشروبنا البديل الذي يحتوي على حليب الشوفان الخالي من السكر المضاف.

"محتوى السكر في "اللاتيه المثلج مع الحليب القليل الدسم"، علماً أنه أحد أشهر المشروبات لدينا، يبدأ من 8.7 غرام للحجم الصغير. ويجد الزبائن جميع المعلومات الغذائية المتاحة على تطبيقنا الرقمي المتوفر للهاتف المحمول، وعلى الإنترنت، وعلى قوائم منتجاتنا".

وصفت "كافيه نيرو" مشروبها من كريمة فرابيه الشوكولاتة البلجيكية والبندق بـ"المكافأة"، موضحة أنه يمثل أقل من خمسة في المئة من مبيعاتها من مشروبات الصيف، في حين أن مشروبات "القهوة المثلجة"، التي تحتوي على أقل من ثمانية غرامات من السكر، تمثل 50 في المئة من مبيعات المشروبات الصيفية.

وأضافت سلسلة المقاهي أن مشروب اللاتيه المثلج، الأكثر مبيعاً، لا يحتوي على سكر مضاف.