أجهزة الأمن الإسرائيلية تحذر من تصعيد أمني وشيك في الضفة
جاء ذلك بحسب ما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مشيرة إلى أن المسؤولين في جهاز الأمن العام (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية، حذروا من "تصعيد أمني وشيك في جبهة الضفة"، في ظل سحب التصاريح من العمال الفلسطينيين على خلفية الحرب على غزة، وتصاعد أعداد الشهداء، والحالات المتزايدة من اعتداءات المستوطنين.
ومنذ 33 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، واستشهد خلالها 10 آلاف و569 فلسطينيا، بينهم 4324 طفلا و2823 سيدة، وأصيب 26 ألفا و475، فيما استشهد 163 فلسطينيا برصاص الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية المحتلة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال نحو 2280 شخصا، بحسب مصادر رسمية.
وأشارت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يجتمع فيها "كابينيت الحرب" خارج مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، إذ كان قد اجتمع في مقر القيادة الجنوبية قبل بدء العمليات البرية للاحتلال في قطاع غزة، للمصادقة على الخطط العملية، وذلك في ظل التحذيرات الأميركية من تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة.
وخلال الاجتماع الذي عقد بمشاركة رؤساء السلطات الاستيطانية في الضفة، أشار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى الاعتداءات الإرهابية التي ينفذها المستوطنون في الضفة، وادعى أن "حفنة من المتطرفين الذين لا يمثلون الجمهور الجالسين هنا يتسببون في ضرر كبير لدولة إسرائيل"، وأضاف "سنتحرك ضدهم بكل الطرق".
وبعيد الاجتماع، عمم مكتب نتنياهو بيانا آخر جاء فيه أنه أخطر رؤساء السلطات الاستيطانية أنه أبلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، "أن الاتهامات ضد الاستيطان لا أساس لها من الصحة. هناك أقلية متطرفة صغيرة لا تأتي من المستوطنات، نحن ندينها ونتعامل معها بقوة القانون".
وخلال المحادثات التي أجراها مسؤولين في إدارة بايدن مع نظرائهم في تل أبيب، شددوا على ضرورة "ضبط النفس" و"المحافظة على الهدوء" في الضفة، معتبرين أن "تصاعد التوترات" في الضفة الغربية قد يؤدي إلى تصعيد من شأنه أن "يفاقم الأزمة" المتعلقة بالحرب على قطاع غزة المحاصر.
وأكد المسؤولان إنه خلال المكالمات الهاتفية التي أجراها مع نتنياهو في الأيام الأخيرة، جدد بايدن الإعراب عن "قلقه بشأن ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية وكذلك زيادة عنف المستوطنين".
وأضاف المسؤولان أن بايدن أبلغ نتنياهو أنه "يتعين على إسرائيل التحرك لتهدئة الوضع في الضفة الغربية ومنع هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين من أجل منع انفجار الوضع على الأرض الذي من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة الحالية".
بدوره، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، حكومة نتنياهو إلى "ضبط النفس" في الضفة الغربية، محذرا من خوض تل أبيب "حربا على 3 جبهات". وقال لبيد في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية إن "جزءا من المشكلة هو الخوف من اندلاع أعمال شغب في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".
وأوضح أن سبب تلك المخاوف هو "عدم مسؤولية رهيب (كبير) من جانب المستوطنين المتطرفين الذين يحاولون إشعال النار في المنطقة". وأضاف لبيد أن هناك أحزابا إسرائيلية، في إشارة إلى "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت"، "تشجع أنصارها على أعمال الشغب" في الضفة الغربية.
ودعا حكومة نتنياهو إلى "ضبط النفس هناك (في الضفة الغربية) وإلا فسنخوض حربا على ثلاث جبهات"، في إشارة للحرب الدائرة في غزة والمواجهات على الحدود اللبنانية. فيما تشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس يوميا حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب الجيش الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي.
ومنذ بدء الحرب تصاعد عنف المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، والتي تطاول الوجود الفلسطيني عموما، بما في ذلك أنشطة المزارعين خلال موسم قطف الزيتون، وكذلك الاحتجاجات التي تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة المحاصر.
وفي هذا السياق، طالب وزير المالية والوزير في وزارة الأمن الإسرائيلية، بتسلئيل سموتريتش، في رسالة بعثها لنتنياهو ووزير الأمن، يوآف غالانت، أنه "يجب إنشاء مناطق أمنية مُطهرة (أي خالية من الفلسطينيين) حول المستوطنات والطرقات، ومنع دخول العرب إليها" للوصول إلى أراضيهم المزروعة بالزيتون.
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا