الأميركيون السود حققوا مكاسب خلال "كورونا".. لهذا السبب
أظهرت دراسة جديدة أن العائلات من ذوي البشرة السوداء في الولايات المتحدة تمكنت من تحقيق مكاسب مالية وتنمية ثرواتها خلال فترة وباء "كورونا" أكثر من غيرها إذا ما قورنت بالعائلات الأخرى، إلا أن الدراسة تشير الى أن الفجوة فيما يملكه ذوو البشرة السوداء من ثروات مقارنة بغيرهم ما زالت كبيرة وعميقة.
وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها شبكة CNBC فقد ارتفع متوسط صافي الثروة بين الأسر السوداء إلى أكثر من 340 ألف دولار خلال الربع الثالث من العام الماضي من نهاية عام 2019، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 32% على مدى 11 ربعاً فقط.
وأظهرت الدراسة التي أجرتها شركة "ويلز فارجو" أن العائلات التي لا تنتمي إلى الأقلية ذات البشرة السوداء حققت خلال الفترة ذاتها نمواً في الثروات بنسبة 21%، إلا أن هذه العائلات كان متوسط ثروة العائلة الواحدة منها 950 ألف دولار قبل ظهور الوباء مباشرة، أي في نهاية العام 2019، ما يعني أنها لا تزال تمتلك ثروات أكبر بكثير على الرغم من أنها نمت بوتيرة أقل.
وقالت الدراسة إن "فجوة الثروة العرقية لا تزال مذهلة، حيث إن صافي ثروة الأميركيين السود أقل بنسبة 70% من ثروة الأسر غير السوداء".
وقال جاي برايسون، كبير الاقتصاديين في ويلز فارجو: "هناك تقدم بشكل مباشر، ولكن لا تزال هناك فجوة كبيرة". وأضاف: "هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن لا يزال هناك الكثير من التقدم الذي يجب إحرازه هنا".
ويقول الباحثون إن أحد العوامل المساهمة في الانكماش الطفيف في فجوة الثروة هو حقيقة أن أصول الأسر ذات البشرة السوداء أقل تنوعاً.
وأظهرت الدراسة أنه في نهاية عام 2019، شكلت استحقاقات العقارات والمعاشات التقاعدية ما يقرب من 70% من أصول الأسر المعيشية ذات البشرة السوداء، في حين تم توزيع أصول الأسر الأخرى بشكل متساوٍ بين ست فئات رئيسية.
وبسبب تعرضهم المنخفض لسوق الأسهم، لم يشهد الأميركيون السود تقلبات كبيرة في حيازاتهم من الأسهم وسط التقلبات الشديدة في وول ستريت في عام 2022.
وكان مؤشر "أس أند بي 500" قد هبط بنحو 20% العام الماضي مسجلا أسوأ خسارة سنوية له منذ 2008.
وقال برايسون: "الشيء الجيد هو أن العائلات السوداء لم تتضرر بنفس الدرجة من السوء بسبب ذلك". وأضاف: "الشيء السيئ هو أن أصولهم واستثماراتهم ليست متنوعة كما ينبغي، لكن هذا بالتأكيد ساعدهم على الأقل خلال العام الماضي.. إنها نعمة مقنعة".
وارتفعت أسعار المساكن خلال الوباء حيث سعى الأشخاص الذين يقيمون في منازلهم إلى أماكن جديدة للعيش، مدعومة بأسعار الفائدة المنخفضة القياسية. ووجدت الدراسة أن قيمة الممتلكات العقارية للأفراد السود ارتفعت بنسبة 72% منذ نهاية عام 2019، ما يقرب من ضعف المكاسب التي حققها الأفراد غير السود. وعلاوة على ذلك، تميل المنازل منخفضة الأسعار إلى زيادة النسبة المئوية أكبر.
وقال برايسون: "ما حدث هو أن أسعار المساكن بشكل عام ارتفعت أكثر بين العقارات ذات السعر الأقل مقارنة بالعقارات ذات السعر الأعلى". وأضاف: "بالنظر إلى فجوة الدخل، من المحتمل أن يتم تمثيل العائلات السوداء بشكل زائد في نقاط الأسعار المنخفضة".
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا