الجيش الإسرائيلي: الهدوء "مضلل" وعلى سكان الجنوب الالتزام بالتعليمات
وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على العدوان على غزة، دون رد من الفصائل في القطاع، إلا أن القيود التي تفرضها إسرائيل على سكانها لا تزال قائمة. فجهاز التعليم معطّل في "غلاف غزة" ومنطقة النقب، وحركة القطارات متوقفة حتى مدينة أشكلون (عسقلان)، ويُمنع تجمهر أكثر من 100 شخص في مبنى و10 أشخاص في منطقة مفتوحة. ويتعين على السكان البقاء بقرب أماكن آمنة وملاجئ عامة في المناطق التي تبعد حتى 40 كيلومترا عن السياج الأمني المحيط بقطاع غزة. وفتحت مدن قريبة من تل أبيب الملاجئ العامة.
ويعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، مساء اليوم الأربعاء، مداولات بشأن القيود المفروضة على سكان جنوبإسرائيل. وفي هذا السياق، قال مصدر أمني إسرائيلي إنه "إذا لم تُطلق قذائف صاروخية، فإنه لا يمكن الاستمرار بتعطيل الجنوب كلّه"، حسبما نقل عنه موقع "واينت" الإلكتروني.
وبحسب تقديرات المستوى السياسي الإسرائيلي، فإن "إيران لن تسمح للجهاد الإسلامي بعدم الرد على اغتيال ثلاثة قادتها، أمس" وأن الحركة تستعد في هذه الأثناء لرد كهذا، وفق ما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني. ووفقا لهذه التقديرات، فإن حماس لا تسارع إلى مساعدة الجهاد في هذا السياق، بادعاء أن إسرائيل طالبتها، بواسطة وسيط مصري، بعدم المشاركة في المعركة الحالية. ورغم ذلك، لا تستبعد إسرائيل أن تقدم حماس مساعدة للجهاد، "لكن حماس مرتدعة من عواقب خطوة كهذه على سكان القطاع".
ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، الهدوء الحاصل من جهة القطاع بأنه "مضلل" وطالب السكان بالالتزام بالتعليمات. وقال للقناة 12 التلفزيونية اليوم، الأربعاء، إنه "بالرغم من هذا الهدوء المضلل، لكن علينا أن نتحلى بمسؤولية عالية والالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، والتواجد قرب الأماكن الآمنة".
وأضاف أنه "من الجائز أن تغير الجهاد الإسلامي الفلسطيني التوجه كي تحاول تحقيق إنجاز ما. ونحن في حالة دفاعية واسعة جدا في الغلاف كلّه، لكن هذا ليس حالة دفاع مثالية".
واستبعد هغاري مواجهة عسكرية واسعة، وقال إنه "لا يوجد هنا حدث متعدد الجبهات، فهذه عملية عسكرية مركزة تجاه الجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة، إلى جانب جهوزية قوية للجيش الإسرائيلي في جميع الجبهات، كما في الأوضاع الاعتيادية. وإذا حدث رد فعل من جبهة أخرى، ربما إطلاق نار من منظمات صغيرة (في لبنان) مثلما حدث في شهر رمضان، فإننا سنرد ونهاجم".
وحول احتمال إطلاق قذائف صاروخية من الأراضي اللبنانية أو السورية، اعتبر هغاري أن "الجهاد الإسلامي الفلسطيني ممول 100% من إيران. والمال الإيراني ينتقل إلى حماس أيضا في السنوات الأخيرة. وهذا ينطبق على حزب الله. لكن عمليات الجهاد الإسلامي التي رأيناها في غزة هي مبادرات محلية. وهذا يسري على إطلاق القذائف الصاروخية التي نفذها خليل البهتيني باتجاه سديروت". واستشهد البهتيني في العدوان على غزة قبيل فجر أمس.
وحول الهدوء الحالي، اعتبر الناطق العسكري الإسرائيلي "أننا الآن بعد عملية ناجحة جدا ومفاجئة، تم خلالها تصفية قادة الجهاد الإسلامي الفلسطيني. وهم الجهات التي قوضت الاستقرار الميداني. وهذه لم تكن العملية الوحيدة، وإنما تم شن هجوم واسع ضد منظومة صنع قذائف صاروخية ومهاجمات مقرات. وهاتان العمليتان تسببتا بشلل ما وبهلع في الجانب الآخر، وتلاها تقييم (إسرائيلي) للوضع حول كيف ينبغي العمل".
وتابع هغاري أنه "من جهة هم لا ينفذون إطلاق مقذوفات، ومن الجهة الثانية يحاولون دفع خطط عمل أخرى. وحاولوا مساء أمس إطلاق مقذوفات مضادة للمدرعات من منطقة خان يونس".
وقال هغاري إن إسرائيل تريد أن تبقى حماس خارج المواجهة الحالية، "والأفعال تتحدث عن نفسها. وقد هاجمنا الذي يقوض استقرار الميدان. ونحن نريد استقرارا وهدوءا لسكاننا في الجنوب، وهذه هي إستراتيجية دولة إسرائيل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي".
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا