الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء منطقة واسعة في جنوب قطاع غزة
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير إن الجيش الإسرائيلي أمر "بالإخلاء الفوري" لمنطقة "تغطي حوالي عشرين بالمئة" من مساحة مدينة خانيونس، مشيرا إلى أن "حجم عمليات النزوح التي ستنجم عن أمر الإخلاء ليس واضحا".
وحرم قطاع غزة من الكهرباء بسبب الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل، ولا يملك عدد كبير من السكان سوى المذياع وتناقل الأنباء بينهم للحصول على معلومات.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المنطقة التي أمرت إسرائيل بإخلائها كان يقطنها قبل بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أكثر من 111 ألف نسمة ونزح إليها منذ بدء الحرب حوالى 141 ألف فلسطيني يعيشون حاليا في 32 مخيما. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مطلع الأسبوع الحالي تكثيف عملياته في خانيونس.
وتبذل حاليا جهود دبلوماسية على عدة جبهات لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وسمح توقف في القتال بين 24 تشرين الثاني/نوفمبر ومطلع كانون الأول/ديسمبر بالإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا لدى إسرائيل.
من جهة، تجري حماس محادثات مع مصر. فقد توجه رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية إسماعيل هنية إلى القاهرة الأربعاء لمناقشة "هدنة موقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس أربعين أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين"، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حماس.
وأضاف المصدر أن "هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل" مشيرا إلى أن هذه "أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية قطرية بعلم الإدارة الأميركية".
من جهة أخرى، تجري إسرائيل حوارا مع قطر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى هدنة تسمح بالإفراج عن رهائن. لكن مواقف المعسكرين ما زالت متباعدة جدا على ما يبدو.
فحماس تطالب بوقف كامل للقتال قبل إجراء أي مفاوضات بشأن مصير الرهائن، بينما تبدو إسرائيل منفتحة على فكرة الهدنة لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل "القضاء" على الحركة التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل "منظمة إرهابية".
وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مجددا أن الحرب "ستستمر حتى القضاء على حماس وحتى النصر"، معتبرا أن "الذين يعتقدون أننا سنتوقف منفصلون عن الواقع".
واعترف الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنه ما زال هناك طريق طويل يتعين قطعه قبل التوصل إلى هدنة محتملة. وقال الأربعاء "لا نتوقع التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة لكننا نواصل الضغط".
لكن البيت الأبيض يرى أن المناقشات الجارية بشأن هدنة جديدة محتملة "جدية للغاية"، على حد قول المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي.
يفترض أن تستمر مفاوضات شاقة، اليوم الخميس، أيضا في مجلس الأمن الدولي الذي أرجأ منذ بداية الأسبوع التصويت على قرار يهدف إلى تسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن من المرجح أن يكون هناك فيتو أميركي جديد إذا استخدمت عبارات شديدة اللهجة.
وتواصل وكالات الأمم المتحدة التحذير من الأزمة الإنسانية العميقة التي تهز غزة، حيث يعاني نصف السكان من جوع شديد أو حاد مع حرمان تسعين بالمئة منهم من الطعام لمدة يوم كامل باستمرار، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ضرورة "إعادة الظروف التي تسمح بتدخلات إنسانية واسعة على الفور".
وسببت الحرب دمارا هائلا في غزة حيث خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة ونزوح 1,9 مليون شخص، أو 85 بالمئة من السكان من منازلهم، كما تقول الأمم المتحدة.
تساءل فلسطيني نزح من شمال غزة إلى رفح بعد غارة جوية قرب مدرسة لجأ إليها في المدينة الواقعة في جنوب القطاع "أين الأمان؟ إلى أين يجب أن نذهب؟". وأضاف "قالوا إنها منطقة آمنة (...) لا يوجد مكان آخر نذهب إليه. نحن محاصرون في ساحة مساحتها 5 كيلومترات فقط".
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا