علماء يحذرون: في غضون 20 عاما لن نرى النجوم
ووفق دراسة نشرت تفاصيلها صحيفة "نيويورك بوست"، حذّر العلماء من أنه بسبب التلوث الضوئي، قد تنتهي قدرة الإنسان على رؤية النجوم ليلاً في غضون 20 عاماً تقريباً.
في مقابلة مع الجارديان ، قال مارتن ريس ، الفلكي البريطاني الملكي ، إن التلوث الضوئي أصبح أكثر حدة في السنوات الأخيرة ، خاصة بعد عام 2016 ، عندما أفاد علماء الفلك أن ثلث البشرية غير قادرة على رؤية درب التبانة بالعين المجردة. . وفقًا لريس ، يتسبب الاستخدام المتزايد لمصابيح LED وتركيبات الإضاءة الأخرى في زيادة سطوع سماء الليل بمعدل مذهل.
الأجيال القادمة قد لا ترى النجوم
من جهته، كشف كريستوفر كيبا، من المركز الألماني لعلوم الأرض، أن الطفل المولود في منطقة تظهر فيها 250 نجمة ليلاً اليوم، لن يتمكن من رؤية حوالى 100 نجم بحلول عامه الـ18.
وأوضح كيبا أنه منذ جيلين، كان الناس يتباهون برؤية النجوم وهي تلمع في السماء، ولكن مع مرور الوقت أصبح عدد النجوم أقل بكثير من قبل، وقريباً قد لا يتمكن من رؤيتها إلا الأثرياء الذين يمتلكون معدات متخصصة، لأنها ستتلاشى خلال سنوات قليلة، إذا استمر التلوث الضوئي على هذا المنوال.
50 ألف ملاحظة
وهذه هي النتائج التي توصلت إليها الدراسة الجديدة، جاءت بعد تحليل أكثر من 50 ألف ملاحظة من قبل علماء من حول العالم، تم وضعها بين 2011 و2022، بهدف التوصل إلى الفهم الكامل لمقياس مشكلة "الوهج السماوي"، أو ضوء الليل المنتشر، الذي يسطع بشكا غير مفهوم، وهو ما تم الجزم بأنه ناجم عن التلوثات الصادرة من صنع الإنسان.
وبخلاف الخسارة الجمالية للنجوم، يسفر التلوث الضوئي عن العديد من الأخطار البيئية الأخرى، إذ في 2019، اكتشف العلماء أن المشكلة تساهم في "نهاية عالم الحشرات"، لاسيما تلك التي يلعب الضوء تأثيراً كبيراً على كيفية تحركها والبحث عن الطعام والتكاثر والنمو والاختباء من الحيوانات المفترسة
ما هو التلوث الضوئي؟
أوضحت الدراسة أنه يُقصد بـ"التلوث الضوئي" الانزعاج المترتب عن الإضاءة الاصطناعية غير الطبيعيّةِ ليلاً، وما تتسبه به من مضايقات للكائنات الحية.
وشرحت أن التلوث الضوئي يسبب آثاراً سلبية على الحيوانات والحشرات والنباتات والفطريات، وعلى صحة الإنسان، بحيث تحد من قدرة الكائنات الحية والعينين تحديداً على الاسترخاء والهدوء.
ونقلاً عن عالم الفلك البريطاني مارتن ريس، لفتت الصحيفة إلى أن الكارثة الداهمة لا تحتاج إلى علماء فلك لكشفها، بل يمكن للأشخاص العاديين رصدها، خاصة أن الكل يدرك كيف ساءت ظروف التلوث الضوئي بسرعة في السنوات الماضية.
ولفت ريس إلى أنه منذ 2016، تم استخدام الأقمار الصناعية لتقدير حجم المشكلة الداهمة، رغم أنه لا يتوفر حتى الآن جهاز يمكنه تفسير الطرق التي يرى بها البشر للسماء. وأضاف "تبيّن أن المجرة الكونية التي نعيش فيها "درب التبانة" بدأت بالاضمحلال وفقدان الأضواء".
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا