السودان.. قصف عنيف واشتباكات في جنوب الخرطوم والجيش يعلق مشاركته في مفاوضات جدة
وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بأن أحياء جنوبي الخرطوم تشهد قصفا واشتباكات عنيفة، وذكر آخرون أن أصوات مدفعية ثقيلة تدوي في شمال مدينة أم درمان غربي العاصمة.
وبحسب الشهود، فإن أصوات انفجارات متواصلة تسمع في منطقة كرري بمدينة أم درمان.
كما أغلق الجيش السوداني جسر الفتيحاب على النيل الأبيض، والذي يربط بين الخرطوم وأم درمان من ناحية مدينة أم درمان، وفق ما ذكر الشهود.
وفي السياق، قال الجيش السوداني في بيان مقتضب اليوم الأربعاء إن قواته صدت هجوما يائسا على مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان (جنوب)، وكبدت ما سمتها مليشيا الدعم السريع خسائر كبيرة.
من ناحية أخرى، قال مصدر دبلوماسي سوداني للجزيرة إن الجيش علق مشاركته في مفاوضات جدة.
وأشار المصدر إلى أن تعليق المشاركة يأتي احتجاجا على هجمات قوات الدعم السريع على مواقع الجيش في العاصمة والولايات.
وكانت الوساطة الأميركية السعودية أعلنت التوصل إلى أكثر من اتفاق هدنة بين طرفي الصراع في السودان بناء على مفاوضات أجريت في مدينة جدة بالسعودية، وانتُهكت هذه الاتفاقيات مرارا.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الحكومة السودانية (طلب عدم كشف هويته) أن الجيش اتخذ هذا القرار "بسبب عدم تنفيذ المتمردين (قوات الدعم السريع) البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين، وخرقهم المستمر للهدنة".
وفي أول رد على القرار، قال مصدر في قوات الدعم السريع -في تصريح صحفي- إن تعليق الجيش مشاركته في مفاوضات جدة محاولة لإفشال منبر جدة.
واتهم المصدر الجيش السوداني بعرقلة التفاوض عبر الاستمرار في خرق الهدنة الإنسانية من خلال الهجوم بالطيران والمدافع الثقيلة وتحريك القوات من الولايات إلى الخرطوم.
وأوضح أن إشارة قائد الجيش لاستخدام القوة المميتة التي أطلقها خلال مخاطبته جنوده أمس الثلاثاء تأتي ضمن خطة تعليق التفاوض لاستخدام الحل العسكري، حسب تعبيره.
ومساء أول أمس الاثنين أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما لمدة 5 أيام إضافية.
وجاء الإعلان بالتزامن مع انتهاء مدة اتفاق معلن بين الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار قصير الأمد لمدة 7 أيام وترتيبات إنسانية برعاية سعودية أميركية.
وبدأت محادثات جدة في أوائل مايو/أيار الحالي، وأدت إلى إعلان يتعلق بالالتزام بحماية المدنيين واتفاقين قصيرين لوقف إطلاق النار تم انتهاكهما مرارا.
في غضون ذلك، تعقد الآلية الموسعة بشأن الأزمة السودانية اجتماعها الأول في أديس أبابا اليوم الأربعاء، وذلك بموجب قرار قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي التي عقدت السبت الماضي.
ويهدف الاجتماع إلى وضع خريطة طريق الاتحاد الأفريقي للأزمة السودانية بمشاركة الشركاء الدوليين والإقليميين.
وكشف مصدر دبلوماسي للجزيرة أن 21 دولة ستشارك في الاجتماع، إلى جانب الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وتشدد الآلية الموسعة على منع التدخل الخارجي في الشؤون السودانية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للسودانيين فورا عبر ممرات جوية وبرية وبحرية، فضلا عن تنسيق الإجراءات الدولية ومنع أي مبادرات تقلل من العمل المشترك.
وتتضمن خريطة الطريق الأفريقية استئناف العملية السياسية لاستكمال الانتقال السياسي الذي قطع بسبب الصراع.
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا