بين استغلال النجاح والفقر الفني.. فنانون يتسابقون لعرض أجزاء جديدة لأعمالهم
وفي رمضان الماضي عرض الجزء الثاني من مسلسل "رمضان كريم" والجزء السابع من مسلسل "الكبير"، مع توارد الأخبار عن استعدادات تصوير الجزء الثامن ليعرض في رمضان المقبل، وكأن الجمهور لا يمل من متابعة أبطالهم المفضلين في أجزاء متتالية رغم ما تواجهه بعض هذه الأجزاء من انتقادات.
تم تداول أخبار بشأن نية الشركة المنتجة لمسلسل "جعفر العمدة" تقديم جزء ثان من العمل، استغلالا للنجاح الكبير الذي حققه المسلسل في رمضان الماضي، فإذا كنت الحبكة الأساسية للمسلسل انتهت بعثور جعفر على ابنه وانتقامه من أعدائه، فلِمَ المبرر لحكاية قصة أخرى عن عائلة العمدة يمكن ألا تحقق نفس النجاح السابق؟
ويأتي الحديث عن الجزء الثاني، رغم أن بطل المسلسل الفنان محمد رمضان قد نفى في لقاء تلفزيوني مع برنامج "صاحبة السعادة" عزمه تقديم جزء آخر من المسلسل، بينما لم يحسم المخرج محمد سامي هذا الجدل، رغم تأكيده أنه لا يحبذ تقديم جزء ثان من الأعمال الناجحة.
بعد 18 عاما من تقديم مصطفى قمر فيلمه "حريم كريم" مع الكاتبة زينب عزيز والمخرج علي إدريس، يعود الثلاثة لتقديم الجزء الثاني من الفيلم الذي بدأ تصويره مؤخرا، بمشاركة داليا البحيري وبسمة وخالد سرحان من أبطال الجزء الأول، وينضم إليهم تيام نجل البطل مصطفى قمر، ورنا رئيس، ويحل الفنان عمرو عبد الجليل بديلا للفنان الراحل طلعت زكريا.
حقق الجزء الأول نجاحا كبيرا، بسبب خفة دم أبطاله والقصة الممتعة عن كريم (مصطفى قمر) الذي يستعين بصديقاته من الجامعة لحل خلافه مع زوجته جيجي (ياسمين عبد العزيز)، لكن كريم يجد نفسه متورطا في حل مشكلات زميلات الدراسة الجامعية، ومن المتوقع أن يستمر الصراع حول شخصية كريم بمشاركة أولاد صديقاته في الجزء الثاني.
وينتظر الجمهور عرض الجزء الثاني من مسلسل "البيت بيتي" هذا الصيف، وقد بدأ تصويره مؤخرا، تمهيدا لعرضه قريبا على منصة "شاهد"، بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول العام الماضي، من تأليف أحمد عبد الوهاب وإخراج خالد مرعي.
يمزج الجزء الأول بين الرعب والكوميديا، وتدور أحداثه حول قصر مسكون بالأرواح بعد حادث قتل وقع في الماضي، وتجمع الصدفة بين وريث القصر الشاب المستهتر بينو (مصطفي خاطر) وسائق التاكسي كراكيري (كريم محمود عبد العزيز) لحل لغز القصر وطرد الأرواح منه.
بينما تدور أحداث الجزء الثاني حول محاولات الأبطال بيع هذا القصر بعد السمعة السيئة التي اكتسبها، فهل ينجح خاطر وكريم في المحافظة على ضحكات الجمهور وإثارة رعبهم في الوقت نفسه كما فعلوا في الجزء الأول؟
وعلى غرار عودة مصطفى قمر، يحاول هنيدي استغلال النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من فيلم صعيدي في الجامعة الأميركية عام 1998، الذي كان أول بطولة مطلقة له، وترددت أنباء عن بدء العمل على الجزء الثاني من الفيلم، ودخول الشركة المنتجة في المرحلة التحضيرية.
وأكد هنيدي في أكثر من مناسبة العمل على سيناريو الجزء الثاني من الفيلم الشهير، الذي أسس لموجة أفلام جيل جديد من شباب الكوميديا في السينما المصرية، كما أشار مؤلف الفيلم مدحت العدل لاقترابه من الانتهاء من السيناريو.
كذلك يسعى هنيدي تقديم جزء ثان من مسلسل "أرض النفاق"، الذي سبق أن قدم الجزء الأول منه عام 2018، عن قصة الأديب الكبير يوسف السباعي، وكتب السيناريو للمسلسل أحمد عبد الله، وخلال المسلسل قدم هنيدي مجموعة من الشخصيات منها البخيل والمنافق والصريح والغني وصاحب السلطة، وغيرها من الشخصيات التي يتقمصها عندما يتناول حبوبا سحرية.
كانت قصة السباعي قد تحولت لفيلم سينمائي شهير عام 1968، وكتب السيناريو له سعد الدين وهبة، واعتبر أحد أشهر أفلام الثنائي فؤاد المهندس وشويكار وإحدى أيقونات مخرجه فطين عبد الوهاب.
لم يحقق هنيدي ما طمح له بمحاكاته تقديم شخصية فؤاد المهندس في الجزء الأول من مسلسله، ومر العمل مرور الكرام دون أن يضيف لهنيدي نجاحا ملحوظا في الدراما التلفزيونية، وغاب من حينها عن تقديم مسلسلات جديدة، ليظل التساؤل عن جدوى تقديم جزء ثان من "أرض النفاق"؟
خلال العقدين الماضيين، كان صناع مسلسلات "السيت كوم" الأكثر اهتماما بتقديم أجزاء متتالية من أعمالهم، حتى يفقد الجمهور شغفه أو ينسحب الأبطال من العمل، على غرار ما حدث مع مسلسل "تامر وشوقية"، الذي قدم موسمه الأول عام 2006 من إخراج شريف عرفة وبطولة أحمد الفيشاوي ومي كساب، وانتهى بالموسم الأخير "لما تامر ساب شوقية" عام 2015 الذي لم يحقق نجاحا بسبب عدم مشاركة بطله أحمد الفيشاوي.
في المقابل، واصلت الأجزاء الثانية من الأفلام التجارية الناجحة حصد الإيرادات كما حدث مع فيلمي "الفيل الأزرق" و"ولاد رزق"، وكلاهما سيقدمان جزءا ثالثا قريبا.
يعلق الناقد مازن فوزي أن هناك سببين لتقديم أجزاء متتالية للأعمال الفنية، أولها هي محاولة استغلال نجاح عمل فني قديم مثل "أولاد حريم كريم" أو "صعيدي في الجامعة الأميركية"، ويحاول به النجم العودة لاستعادة بريق النجاح مثل مصطفى قمر الذي غاب عن النجاح في السينما لسنوات طويلة أو هنيدي الذي يظل حاضرا في المشهد ولكن بتألق أقل من السابق.
ويضيف فوزي -في حديثه للجزيرة نت- أن السبب الثاني هو استغلال نجاح حديث لتقديم جزء ثان كما يحدث الآن مع جعفر العمدة، وأشار إلى أن صناع العمل عادة ما يترددون في تقديم الجزء الثاني، وتختفي أخبار ذلك الجزء بمرور الوقت.
واعتبر فوزي أن أحمد مكي لا يزال يلعب في المنطقة الآمنة بتقديم أجزاء متتالية من مسلسله "الكبير"، بعد النجاح الذي حققه بالعودة للجزء السادس العام الماضي، ورغم الانتقادات التي واجهها الجزء السابع الذي عرض في رمضان الماضي.
ويشير الناقد الفني إلى أن بعض الفنانين/ مثل محمد سعد لا يقدمون أجزاء ثانية من أعمالهم، لكنهم يلجؤون لإعادة تقديم شخصية سبق تقديمها في أعمالهم السابقة، بحثا عن النجاح، رغم أن ذلك قد يصنف في خانة "الفقر الفني".
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا