هوليود محرّك رئيسي للاقتصاد الأميركي.. مليارات الدولارات وآلاف الشركات وملايين العاملين
وانضم الممثلون إلى الكتّاب في صفوف الاعتصام ضد منتجي الأفلام والتلفزيون. ويمثل الاتحاد جميع أنواع العاملين في صناعة التلفزيون والسينما الأميركية، من ممثلين إلى فنيي بث وفناني تعليق صوتي، وإضاءة.
وانتهى العقد بين النقابة والاتحاد ولجنة التفاوض الممثلة للأستوديوهات وشركات الإنتاج الضخمة في 30 يونيو/حزيران الماضي دون التوصل لاتفاق، ثم قرر الجانبان تمديد المفاوضات حتى 12 يوليو/تموزالحالي، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد حول الأجور والمزايا المالية والتأمينات الصحية ودور التكنولوجيا المتزايد في الصناعة.
وبالنسبة للممثلين، انخفض الأجر مقابل الأدوار الفردية، مما أجبرهم على البحث عن عدة أدوار أخرى لكسب نفس المبلغ من المال كما فعلوا قبل بضع سنوات.
كما أصبحت عقود الكتابة أقصر وأكثر خطورة، مع عدم تضمين الدفع في كثير من الأحيان لعمل الكتاب على المراجعات أو المواد الجديدة.
وجاءت هذه الأزمة في وقت يخلق فيه الإنتاج السينمائي والتلفزيوني ويدعم فرص عمل ملايين الأميركيين أمام الكاميرا وخلفها، بينما يولد تصديرا عالميا قيما ومطلوبا تبلغ قيمته مليارات الدولارات سنويا.
ومن أهم القضايا المطروحة في المفاوضات الجارية ما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في الأفلام، وتأثير خدمات البث على الأجور المتبقية للممثلين. وتواجه صناعة كتابة المحتوى تهديدا وجوديا من استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا التوليدية.
وفي بيان، قال تحالف منتجي الأفلام السينمائية والتلفزيونية الذي يمثل الأستوديوهات الرئيسية وخدمات البث، إن الإضراب كان "خيار النقابة، وليس خيارنا".
وقالت المجموعة في بيان إن النقابة "رفضت عرضنا بالأجور التاريخية والزيادات المتبقية، وسقوف أعلى بكثير على مساهمات المعاشات التقاعدية والصحة، وحماية الاختبار، وفترات خيار السلسلة المختصرة، واقتراح الذكاء الاصطناعي الرائد الذي يحمي التشابهات الرقمية للممثلين، وأكثر من ذلك".
وكشفت بيانات الاتحاد والنقابة لعام 2021 أن صناعة التلفزيون والسينما في الولايات المتحدة الأميركية يعمل فيها ما يقرب من 2.4 مليون شخص، منهم 822 ألفا بصورة مباشرة، والباقون بصور غير مباشرة.
ويمكن تلخيص أهمية القطاع ماليا واقتصاديا على النحو التالي:
إضافة إلى توقف الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في أميركا، حذر الاتحاد والنقابة الأعضاء من الترويج لمشاريعهم في المهرجانات السينمائية وتجمعات ومعارض المعجبين والبرامج الحوارية والعروض الأولى لأفلامهم أو مسلسلاتهم.
وتعتقد النقابة والاتحاد أن الإضراب الحالي يكلف الدولة 30 مليون دولار يوميا، لكن اقتصاد مدينة بحجم لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا التي تعد المركز الأكبر لهذه الصناعة، متنوع ومرن للغاية.
ووجدت دراسة بجامعة هارفارد أن صناعة الصور المتحركة والتسجيلات الصوتية في لوس أنجلوس عام 2021 وظفت ما يقرب من 5 أضعاف عدد الأشخاص مقارنة بالمدن العالمية المماثلة. ومع ذلك، يشكل هؤلاء العمال أقل من 2% من القوى العاملة في المدينة.
تدعم صناعة السينما والتلفزيون اقتصادا إبداعيا ديناميكيا في الولايات المتحدة، وتوظف أشخاصا في كل ولاية، وعبر مجموعة متنوعة من المهارات والمهن.
وإجمالا، يعمل 2.4 مليون شخص -من فنيي المؤثرات الخاصة إلى فناني الماكياج والكتّاب وبناة المواقع ومتلقي التذاكر وغير هؤلاء- في وظائف تدعمها الصناعة، التي تدفع أكثر من 186 مليار دولار من الأجور سنويا.
وعندما يتم تصوير فيلم أو برنامج تلفزيوني في الموقع، فإنه يجلب الوظائف والإيرادات وتطوير البنية التحتية ذات الصلة، مما يوفر دفعة فورية للاقتصاد المحلي.
فعلى سبيل المثال، شارك في صناعة فيلم مارفل "النمر الأسود" (Black Panther) أكثر من 3100 عامل محلي في ولاية جورجيا، حصلوا على أكثر من 26.5 مليون دولار من الأجور، في حين ساهم المسلسل التلفزيوني الشهير "نحن هؤلاء" (This Is Us) من إنتاج "20 سنشري فوكس" (20 Century Fox) بأكثر من 61.5 مليون دولار في اقتصاد ولاية كاليفورنيا.
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا