حظر استخدام خراطيم المياه في بريطانيا بسبب موجة الحر
وأعلنت شركة "ساوث إيست ووتر" South East Water (SEW) (التي تزود أكثر مليوني مستهلك بالماء في جنوب شرقي إنجلترا) عن وضع قيود على المشاركين في خدمتها في مقاطعتي كينت وساسيكس في إنجلترا، مشيرة إلى أن الوضع تطور "بسرعة أكبر" من العام الماضي.
وكان قد تم فرض حظر مماثل على عملاء الشركة في المقاطعتين في شهر أغسطس (آب) من عام 2022، بعدما كان يوليو (تموز) الشهر الأكثر جفافاً في كينت، منذ بدء التسجيلات، وهطول الحد الأدنى من الأمطار في ساسيكس منذ عام 1911.
الحظر الجديد من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في السادس والعشرين من يونيو (حزيران) الجاري، وسيظل ساري المفعول حتى إشعار آخر.
هذا القرار أعلن بعدما سبق أن واجه قرابة 4 آلاف مشارك من عملاء شركة "ساوث إيست ووتر"، شحاً في المياه أو انقطاعاً كاملاً، بسبب مشكلات إمداد من ينابيع بلدة "تانبريدج ولز" والمناطق المحيطة بها، بيدندين وستيبلهيرست ووادهيرست وميفيلد.
ولحل المشكلة في المناطق المتضررة، تمت إقامة محطات مياه معبأة فيها.
وعلى رغم تأمين 120 مليون ليتر إضافي من المياه يومياً، فقد بلغ الطلب في شهر يونيو أرقاماً قياسية، تعدت تلك التي تم تسجيلها خلال موجة الحر أثناء إغلاق "كوفيد".
ديفيد هينتون الرئيس التنفيذي لشركة "ساوث إيست ووتر"، أوضح أن الوضع تفاقم بسرعة أكبر بكثير من العام الماضي. وفيما يمكن تفهم الزيادة في الطلب على الماء من جانب العملاء نتيجة الطقس الحار، إلا أن ذلك انعكس على قدرتنا على إمداد جميع العملاء في مختلف الأوقات.
وأوضح أنه "على رغم طلبنا من العملاء أن يساعدوا من خلال حصر استعمال المياه بالاستخدامات الأساسية فقط، فإنه للأسف لم يبق أمامنا أي خيار سوى فرض الحظر الموقت هذا، لحماية إمدادات العملاء في جميع أنحاء كينت وساسيكس".
وأضاف هينتون أن "التوقعات طويلة الأمد لبقية فصل الصيف، تشير إلى أننا سنكون أمام فترة جفاف مع هطول قليل للأمطار، على رغم أن درجات الحرارة قد تنخفض قليلاً. إن تقييد استخدام خراطيم المياه المنزلية، ورشاشات العشب - بهدف ضمان توافر ما يكفي من الماء للاستخدامات الأساسية لعملائنا - سيسهم في تلبية حاجات عملائنا الأكثر ضعفاً، وحماية البيئة المحلية".
وأكد أن هذه "القيود الموقتة ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من السادس والعشرين من يونيو، حين يتم منع العملاء من استخدام خراطيم الماء لري حدائقهم، وغسل سياراتهم والباحات والقوارب، وملء برك الأطفال الصغيرة والسباحة".
وقال "نحن ندرك جيداً أن تغير المناخ وعوامل أخرى، تزيد من تواتر هذه الأحداث. ونحن في صدد تقديم مقترحات إلى الهيئة التي تنظم قطاعنا وهي (أوفوات) Ofwat لحل هذه المشكلات".
وختم بالقول "أود أن أشكر جميع الذين سبق أن اتخذوا خطوات لمحاولة تقليل استخدامهم العام للمياه، لكن على رغم ذلك، لا يزال الطلب مرتفعاً للغاية، ولهذا السبب اتخذنا قرار فرض قيود موقتة على الاستخدام".
يشار إلى أن 3 مدارس في "إيست ساسيكس" أقفلت جزئياً يوم الجمعة الماضي، بسبب النقص في المياه. وأفادت مدرسة "مارك كروس تشيرش أوف إنغلاند" Mark Cross Church of England Primary School الابتدائية في بلدة كراونبورو، بأنه ليس في مستطاعها فتح أبوابها لجميع الفصول الدراسية بسبب قلة المرافق الصحية فيها وعدم توافر مياه جارية.
أما المناطق التي تعاني عدم وجود ضغط في المياه أو ضغطاً منخفضاً فيها خلال الأسبوع، فهي كراونبورو ووادهيرست وميفيلد ولويس ونيوهايفن و"إيست ساسيكس" وبايدندن وستيبلهيرست وكرانبروك و"أشفورد إن كينت".
معلوم أنه في الصيف الماضي حظر استخدام خراطيم المياه عبر مساحات شاسعة من البلاد. وفي إحدى المراحل، كانت 11 منطقة من 14 منطقة في إنجلترا تشرف عليها "وكالة البيئة" Environment Agency (تعنى بحماية البيئة) في حال جفاف.
وشهد الصيف الماضي أيضاً اليوم الأكثر سخونة الذي تم تسجيله على الإطلاق في تاريخ البلاد، عندما بلغت الحرارة 40.3 درجة مئوية في قاعدة "القوات الجوية الملكية" في كونينغسبي في مقاطعة لينكولنشير.
ويعزو العلماء هذا الارتفاع في درجات حرارة الأرض إلى تغير المناخ الذي يسبب مزيداً من الظواهر الجوية المتطرفة، كارتفاع الحرارة والجفاف.
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا