إنجاز علمي قد ينهي استخدام الإنسولين في السكري
منذ سنوات، يعكف فريق بحثي في "جامعة جنيف" على طريقة علاجية جديدة بديلة للإنسولين، تعتمد على بروتين "إس 100 إيه 9" (S100A9) الموجود في الجسم. [تتولى مجموعة من الجينات تركيب ذلك البروتين الحيوي الذي يؤدي مهمات تشمل المناعة وإدخال السكر إلى الخلايا كي تحرقه وتستخرج الطاقة منه].
في مقدور بروتين "إس 100 إيه 9" الذي اختبره العلماء على فئران مصابة بمرض السكري، أن يحسن بشكل كبير سرعة عملية التمثيل الغذائي، تسمّى أيضاً الأيض، فينظم مستويات غلوكوز الدم والدهون والكيتونات. وتمثل الأخيرة مواد كيماوية يفرزها الكبد حينما لا يحتوي الجسم على ما يكفي من إنسولين لتحويل الغلوكوز (السكر) إلى طاقة. [تتمثل المهمة الرئيسة للإنسولين في إدخال السكر إلى الخلايا حيث يجري حرقه في غالبيتها، مع استخراج الطاقة منه].
اكتشفت الدراسة أيضاً أن بروتين "إس 100 إيه 9" يملك تأثيرات مضادة للالتهابات، ويمكن الاستفادة منه في علاج الاضطرابات الالتهابية في مختلف أجزاء الجسم. [يتشابه "إس 100 إيه 9" مع الأجسام المضادة التي تتعاون مع خلايا جهاز المناعة. في الغالب، يمثل الالتهاب ردة فعل جهاز المناعة في الجسم على دخول مُكوّنات غريبة إليه كالجراثيم والفيروسات].
في العادة، يشيع استخدام الإنسولين في علاج السكري من النوع الأول، ولكنه يوصف أيضاً في علاج النوع الثاني من السكري حينما يكون في مراحل وأشكال عالية الخطورة
يحدث مرض السكري من النوع الأول، المعروف أيضاً باسم سكري اليافعين، أو داء السكري المعتمد على الإنسولين، حينما يعجز الجسم عن إنتاج هرمون الإنسولين الذي يتحكم في نسبة الغلوكوز في الدم. يأخذ مرضى المصابون بهذه الحالة حقن الإنسولين إما يدوياً أو باستخدام قلم الإنسولين أو من طريق جهاز إلكتروني (مضخة) يزود الجسم على مدار اليوم بكمية كافية من الإنسولين. وحاضراً، لا يتوفر أي علاجٍ شافٍ لهذا النوع من السكري.
في النوع الثاني من السكري، يتعذر على البنكرياس عادة إنتاج كمية كافية من الإنسولين. تشير تقارير صادرة عن مؤسسة "السكري في المملكة المتحدة" Diabetes UK إلى أن المقاربات العلاجية الشائعة حيال النوع الثاني من السكري تشمل الحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاطات، وجراحة إنقاص الوزن، وتناول أدوية كالأقراص والحقن، التي يمكن أن تشمل الإنسولين. وتصل بعض الحالات إلى مرحلة هدأة الأعراض والتوقف عن تناول الأدوية أو الحقن. [يصل السكر إلى الخلايا ويقف على "بابها" ولا يدخل إلا بفضل الإنسولين].
ولكن مع كل فوائده التي تنقذ أرواح مرضى السكري، يترك الإنسولين آثاراً جانبية عدة.
ووفق البروفيسور والمُنسِّق في "مركز السكري" في كلية الطب في "جامعة جنيف"، روبرتو كوباري، "نقص السكر في الدم يهدد الحياة، ويخلف تأثيرت سلبية على التمثيل الغذائي للدهون، ويزيد الكوليسترول. إنها بعض الآثار الجانبية الشديدة للإنسولين. لهذا السبب، نتطلع إلى تطوير علاجات تكميلية أو بديلة تكون أكثر فاعلية وأقل خطورة من العلاجات التي نعتمد عليها حتى الآن".
سيختبر العلماء الدواء في البداية مرفقاً مع جرعات منخفضة من الإنسولين، ولكن لا تستبعد هذه الطريقة احتمال استخدام بروتين "أس 100 أي 9" وحده في المستقبل.
وفق الجمعية المعنية بالنوع الأول من السكري "مؤسسة بحوث سكري اليافعين" JDRF UK، تضم المملكة المتحدة حالياً نحو 400 ألف شخص مصاب بالنوع الثاني من السكري، من بينهم 29 ألف طفل.
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا