موجات من الحر الشديد تجتاح العالم
ابتداء من اليوم، يُتوقع أن تشهد إيطاليا، من الشمال إلى الجنوب، موجة حارة سترتفع خلالها درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة في الأيام المقبلة، وأصدرت وزارة الصحة إشعار تنبيه أحمر يشمل يومي السبت والأحد في العديد من المدن الرئيسية من روما إلى بولونيا ومن فلورنسا إلى بيسكارا مع توقع تسجيل 36-37 درجة مئوية اعتبارًا من الأحد، قبل الذروة المتوقعة في بداية الأسبوع.
في روما، قد ترتفع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية الاثنين ثم 42 أو 43 درجة مئوية الثلاثاء، وهذا أعلى من الدرجة القياسية السابقة البالغة 40,5 درجة مئوية التي سُجلت في العاصمة في آب/أغسطس 2007.
ولن يكون شمال إيطاليا في منأى عن موجة الحر إذ يتوقع أن تصل الحرارة إلى 38 درجة مئوية الثلاثاء في ميلانو.
ونقلت صحيفة "إل ميساجيرو" اليومية عن كلاوديو كاساردو، عالم الأرصاد الجوية والأستاذ بجامعة تورينو، قوله إن "التغير المناخي الجاري يجعل مثل هذه المعدلات أكثر تواترًا وأكثر حدة مقارنة بالماضي، حتى مقرنة بالسنوات الأخيرة".
ووضعت الخدمات الصحية والطبية في جميع أنحاء البلاد في حالة تأهب لتقديم الرعاية للأكثر ضعفًا والتدخل في دور رعاية المسنين.
بدورها، تواجه إسبانيا وشرق فرنسا وألمانيا وبولندا موجة حارة واسعة.
ومن بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، تعاني اليونان أيضًا من موجة حارة اضطُرت السلطات لليوم الثاني إلى إغلاق الأكروبوليس في أثينا خلال الساعات التي ترتفع فيها الحرارة.
وقالت وزارة الثقافة إن الموقع المصنف على أنه أحد مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو ويشهد إقبالًا كبيرًا سيظل مغلقًا بين الساعة 11،30 (08،30 ت غ) والساعة 17،30 (14،30 ت غ).
وفي حين أن درجات الحرارة المتوقعة في أثنيا تتراوح بين 40 و41 درجة مئوية، غير أن "درجة الحرارة الحقيقية التي يشعر بها الجسم ... أعلى بكثير من ذلك" على قمة الأكروبوليس، وفق ما صرحت به وزيرة الثقافة والرياضة اليونانية لينا مندوني الجمعة.
في شمال إفريقيا، يشهد المغرب سلسلة من موجات الحر منذ بداية الصيف. وعليه صدرت إنذارات حمراء في عدة ولايات.
وفي آسيا، تعاني بعض مناطق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حر شديدة.
ويُتوقع أيضًا أن تُسجل أجزاء من شرق اليابان 38-39 درجة مئوية يومي الأحد والاثنين.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت درجة الحرارة في فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، الجمعة فوق 43 درجة مئوية لليوم الخامس عشر على التوالي، وفقًا لهيئة الأرصاد الأميركية.
في صحراء وادي الموت بولاية كاليفورنيا، ينهمك رجال الإطفاء في مكافحة عدة حرائق مستعرة منذ الجمعة.
ويقول عالم المناخ دانييل سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، إن درجات الحرارة يمكن أن تصل هناك أو حتى تتجاوز أعلى درجات حرارة للهواء قيست على نحو موثوق على وجه الأرض وبلغت 54,4 درجة مئوية في نفس المكان في عامي 2020 و2021، وفقًا للعديد من الخبراء.
وتسبب الدخان الناجم عن الحرائق في كندا، حيث ما زالت أكثر من 500 حريق خارجة عن السيطرة، بتلوث الهواء في شمال شرق الولايات المتحدة في حزيران/يونيو.
وفي اليونان التي شهدت حرائق غابات عنيفة خلال صيف 2021 بسبب موجة حر استثنائية، حذرت السلطات من مخاطر نشوب حرائق كبيرة، خاصة في المناطق التي من المتوقع أن تهب فيها رياح قوية.
وعلى الصعيد العالمي، كان شهر حزيران/يونيو هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأميركية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز/يوليو هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وشددت المنظمة على أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس. ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها بوفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا