قصف واشتباكات في الخرطوم وأم درمان ومجلس السيادة يرفض مقترح إيغاد لحل الأزمة ويعتبره "مبادرة احتلال"
وأبدى عقار تحفظات على مبادرة دول الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تسعى لإدخال قوات دولية إلى السودان وجعل منطقة الخرطوم منزوعة السلاح، ولهذا توصف بأنها مبادرة احتلال.
كما جدد رفض الحكومة السودانية رئاسة كينيا للجنة إيغاد الرباعية بسبب عدم حيادها، مشيرا إلى أنها "تسعى لتكوين حكومة في المنفى يكون مقرها كينيا للضغط على السودان للموافقة على مبادرتها"، وفق تعبيره.
يأتي هذا فيما أعلن الجيش السوداني اليوم الخميس أنه واصل عملياته بالعاصمة الخرطوم ضد قوات الدعم السريع، وذلك بعد انتهاء هدنة الأيام الثلاثة أمس.
وقال مراسل الجزيرة إن الجيش قصف مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان، وإن القصف المدفعي والصاروخي انطلق من منطقة كرري العسكرية، كما حلقت طائرة من سلاح الجو السوداني وسُمع إطلاق نار جنوبي غربي أم درمان صباح اليوم الخميس.
وذكر المراسل أن اشتباكات متقطعة دارت في أحياء ود نوباوي وبالقرب من جسر ود البشير بأم درمان، مع سماع أصوات القصف المدفعي.
وأشار إلى أن طلعات الطيران الحربي للجيش السوداني استهدفت تجمعات الدعم السريع بمنطقة أرض المعسكرات بسوبا جنوبي الخرطوم، في حين شهدت منطقة "الجريف شرق" قصفا مدفعيا كثيفا من قبل عناصر الجيش.
وقال الجيش -في بيان له- "واصلت قواتنا عملياتها بمنطقة العاصمة الخرطوم بعد انتهاء الهدنة التي استغلتها المليشيا المتمردة (الدعم السريع) في تحشيد قواتها وارتكاب عدة انتهاكات بحق المدنيين".
وتابع "نفذت قواتنا عمليات خاصة بأمّ درمان، ودمّرت عربات قتالية للعدو، و(أوقعت) عددا من القتلى والجرحى"، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على عناصر الجيش في أم درمان ورئاسة الاحتياطي المركزي بالخرطوم (تابعة للشرطة السودانية).
وأضاف أنه ألحق "ضربات ناجحة" بمن وصفهم بالمتمردين وتسبب لهم في "خسائر كبيرة"، حيث تم تدمير واستلام عدد من المركبات القتالية، وتمكن من إسقاط طائرة مسيّرة استخدمت في الهجوم.
وفي تطور لافت، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات من الحركة الشعبية- قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو بولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد.
واتهم مصدر في الجيش السوداني -في تصريح للجزيرة- قوات من الحركة بمهاجمة مدينة الدلنج الواقعة بالولاية، وقال إن الحركة كانت تحشد قواتها منذ أكثر من أسبوع للهجوم عليها.
وأفاد الجيش -في بيان له- بأن قواته برئاسة اللواء 54 مشاة "تعرضت لهجوم غادر من الحركة الشعبية، رغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين".
وأشار البيان إلى "سقوط عدد من الشهداء والجرحى (لم يحدد عددهم) في صفوف قوات الجيش في أعقاب تصديها للهجوم".
ولم يصدر من الحركة الشعبية أي تعليق بعدُ بشأن الهجوم.
وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مددت حكومة الخرطوم والحركة الشعبية- قطاع الشمال اتفاق وقف إطلاق النار بينهما في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما.
وينشط قتال الحركة الشعبية في منطقتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) منذ عام 2011، من أجل الحصول على وضع خاص للمنطقتين.
يشار إلى أنه منذ السادس من مايو/أيار الماضي، ترعى كل من السعودية والولايات المتحدة محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت في الـ11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
تلا ذلك إعلان أكثر من هدنة سجّلت خلالها خروق كثيرة، مما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات بداية يونيو/حزيران الجاري.
ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا، وارتكاب خروق خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، التي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجات من النزوح واللجوء.
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا