تحليلات: "إخفاق أكتوبر 2023" مردّه فشل الاستخبارات الإسرائيلية بالحروب السابقة على غزة
وفي ظل نوايا إسرائيل الحالية بشن اجتياح بري في قطاع غزة، أشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إلى أن اجتياحا كهذا يجري التخطيط له منذ سنتين، وأن هذا التخطيط "في مركز أجندة الجيش الإسرائيلي"، بعد أن كلف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أفيف كوخافي، مهمة تخطيط الاجتياح، الضابط برتبة عميد، تشيكو تَمير، الذي بالغ المحلل في تمجيده ووصفه بأنه "القائد العسكري الأفضل والأكثر خبرة الذي يمكن أن يتعالى في الأذهان".
وأضاف أنه خلال السنتين الماضيتين جرت تدريبات على خطة اجتياح غزة في منشأة خاصة في قاعدة "تسيئيليم" العسكرية. وشاركت فيها "أفضل الوحدات النظامية لدينا، وبالأسلحة الأكثر تطورا وفتكا. ورافق تمير عن كثب التدريبات المتعلقة بالقتال تحت الأرض"، أي في الأنفاق في غزة.
واعتبر يهوشوع أن الوحدات التي تدربت على الخطة هي "نخبة النخب. ولا يوجد أفضل منهم. وإذا كان أحد ما، مهما كان رفيعا (في إشارة إلى اللواء في الاحتياك يتسحاق بريك، الذي ينتقد جهوزية الجيش للحرب)، يعتقد أن هذا ليس كافيا ضد حماس، فبالإمكان إغلاق الجيش ومغادرة الدولة".
ومن الجهة الأخرى، ركز المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، على خطط حماس لمحاربة إسرائيل، مشيرا في الوقت نفسه إلى إخفاقات الجيش الإسرائيلي. وبحسبه، فإن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تعرف مناطق التوغل عبر الأنفاق من القطاع إلى إسرائيل قبل العدوان على غزة في العام 2014. "لكنها فشلت بشكل كامل في ربط هذه الصورة مع بند نوايا العدو".
وأضاف أن "مواقع مخارج أنفاق حماس التي تم تدميرها في الأراضي الإسرائيلية، مشابهة جدا للخطة الهجومية في نقطة التوغل إلى الأراضي الإسرائيلية في هجوم 7 أكتوبر، لكن هذه المرة لم تكن هناك حاجة لأنفاق".
وأشار ليف رام إلى أنه قبيل العدوان على غزة عام 2014، "انتشرت شائعة كالنار في الهشيم في الشبكات الاجتماعية، بأن الخطة الحقيقية لحماس، التي لم تخرج إلى حيز التنفيذ بسبب بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، كانت التوغل بالتزامن من 32 نفقا، والتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية، استهداف مواقع الجيش الإسرائيلي وكذلك بلدات غلاف غزة، واختطاف وقتل (جنود ومدنيين). وليس واضحا حتى اليوم مصدر هذه الشائعة، فيما رأى الجيش والشاباك الأمور بشكل مختلف كليا، ونسبا لحماس عزمها استخدام الأنفاق كأداة لاستهداف وخطف جنود إسرائيليين".
ورأى ليف رام أن "الجيش الإسرائيلي كان منشغلا في حينه أيضا بتمجيد مبالغ فيه للإنجازات العسكرية وبشطب إخفاقات خطيرة للاستخبارات، التي نجح قادة الاستخبارات العسكرية بصدها في التحقيقات التي جرت بعد العملية العسكرية، بالرغم من أن ضباطا كبار آخرين أشاروا إلى إخفاقات خطيرة للاستخبارات العسكرية في التحقيقات السرية حول العملية العسكرية".
وأضاف أن "الاستخبارات العسكرية ركزت على نجاحات تكتيكية برصد عام لمسارات التوغل، لكنها منيت بفشل ذريع في تحليل نوايا العدو وصورة الحرب التي رسمها، وإثر ذلك لم يكن الجيش أيضا مستعدا لحرب الأنفاق الأولى في الجرف الصامد (عدوان 2014)، من حيث الخطط والعتاد والتدريبات. ومن الجهة الثانية، يبدو أن حماس أيضا لم تكن ناضجة ومستعدة لتنفيذ خطة غزو كبير".
وأشار ليف رام إلى أنه عشية العدوان على غزة في نهاية العام 2008 ("الرصاص المصبوب") تحدثوا في إسرائيل عن عملية عسكرية تستمر أربعة أشهر. "وبعد صدمة حرب لبنان الثانية، كانت الحكومة لا تزال تشعر بعدم ثقة بقدرات الجيش لتنفيذ اجتياح بري، وحاذرت من تحديد هدف يصعب تحقيقه، وفي نهاية الأمر توجهت إلى عملية عسكرية محدودة، بدون هدف واضح، لأنه كان اختزالا كبيرا لعملية عسكرية أكبر بكثير".
وخلص ليف رام إلى أنه "عندما نقارن بين عملية الرصاص المصبوب وهدف العملية العسكرية البرية الآن، فإن الكثيرين من اللاعبين الموجودين في الساحة في مناصب رفيعة جدا، كانوا في حينه القيادة العليا الميدانية (مثل وزير الأمن، يوآف غالانت، الذي كان قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي). لكن في هذه المرحلة ينبغي استثمار الكثير من الوقت والمال وموارد الدولة، وستكون هناك مصاعب في الحلبة الدولية".
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا