تنسيق إسرائيلي أميركي بشأن المطلب النووي السعودي: "النموذج الإماراتي"
يأتي ذلك في أعقاب تصاعد التوقعات بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية خلال الأيام الماضية، إثر تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بأن الاتفاق يقترب يوما بعد آخر، والرسائل التي بعث بها نتنياهو خلال خطاب ألقاه في الأمم المتحدة، والاجتماع الذي طال انتظاره مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، لمناقشة هذه الاحتمالات.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن العقبات الأبرز أمام الاتفاق المحتمل بين واشنطن وتل أبيب والرياض، تتمثل بالملف الفلسطيني وما يوصف إسرائيليا بـ"تنازلات" لصالح الفلسطينيين، إلى جانب حصول نتنياهو على دعم شركائه في الائتلاف، فضلا عن تحصيل أغلبية من 67 عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي، لضمان عدم إحباط الكونغرس لاتفاق مع السعودية.
غير أن العقبة الأبرز، وما تعتبره وسائل الإعلام الإسرائيلية "اللغم" الأخطر في طريق المفاوضات، تتمثل بالمطلب النووي السعودي، إذ يصر المسؤولون في الرياض على الحصول على دعم أميركي لتطوير برنامج نووي مدني يشمل قدرات على تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية.
في حين لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى رفض قاطع من جانب واشنطن وتل أبيب لإمكانية إقامة مشروع نووي سعودي يشمل تطوير اليورانيوم على الأراضي السعودية، وأشارت الصحيفة إلى توافق في الموقف الأميركي والإسرائيلي حول هذا الملف، إذ تعرض تل أبيب وواشنطن على السعودية نموذجا مشابها للنموذج الإماراتي.
ويتمثل النموذج الإماراتي بتطوير قدرات نووية دون تخصيب اليورانيوم على أراضي الدولة، وإنما الحصول على اليورانيوم المخصب بنسب تتناسب مع الاستخدامات المدنية من الخارج، وفيما أشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح مدى المرونة التي قد يبديها السعوديون في هذا الملف، قالت إنه يحظى بمستوى خاص من التنسيق بين تل أبيب وواشنطن.
وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل والولايات المتحدة على استعداد لمنح السعودية إمكانية تطوير مفاعل نووي للأغراض مدنية من دون قدرة مستقلة على تخصيب اليورانيوم. وبالتالي، فإن الولايات المتحدة تحاول وضع ضمانات تمنع السعودية من تحويل طاقتها النووية إلى طاقة عسكرية".
بحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن اتفاقا مع الرياض يشمل المُركّب النووي، يتطلب تعديلا للقانون الأميركي، الأمر الذي قد يشكل عقبة جديدة أمام الإدارة الأميركية.
في المقابل، اعتبرت الصحيفة أن تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بأن على بلاده الحصول على قنبلة نووية إذا فعلت إيران ذلك، تشير إلى طموحات نووية قد تتجاوز المجال المدني، وقد تدل على أنه "لن يتنازل عن التخصيب المستقل لليورانيوم".
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا