تقرير: نتنياهو يمتنع عن اتخاذ قرارات لتصعيد الحرب أو تخفيفها
ويروّج المتحدثون الرسميون باسم الحكومة، وأبواقهم في القنوات التلفزيونية، أن القرارات في الكابينيت تتخذ بالإجماع، لكن المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أفاد بأن هذا غير صحيح، وأن "الحقيقة هي أنه في أي كابينيت يتشكل في فترات الطوارئ لا يوجد تصويت على قرارات. والكابينيت لم يتخذ حتى الآن أي قرار متعلق بثمن سياسي ملموس. واختبار كهذا قادم، إذ لا يمكن إرجاءه إلى الأبد".
ولفت إلى أن "حروب الماضي علمتنا أن ما يبدأ بتفجر حماس وطني، فيه الجميع يؤيدون شخص واحد وشخص واحد يؤيد الجميع، ويتراجع هذا الحماس عندما يتطلب الأمر دفع أثمان. ونتنياهو يعرف ذلك أفضل من الجميع. وليس الجُبن يدفعه إلى إرجاء قرارات مرة تلو الأخرى، وإنما فهم معمق لاستطلاعات الرأي العام. فنقاط ضعف الإسرائيليين هي مجال اختصاصه".
وأشار برنياع إلى أنه سيكون من السهل على الكابينيت المصادقة على الصفقة الأميركية – القطرية للإفراج عن محتجزين إسرائيليين، بعضهم يحمل جنسيات أجنبية أيضا، مقابل وقف إطلاق نار لعدة ساعات أو تزويد شمال قطاع غزة بالوقود والأدوية.
واعتبر أن "المحطة الصعبة فعلا ستكون بتحرير أسرى حماس، وستصطدم بذكرى صفقة شاليط. فالأسرى الذين حُرروا فيها، وفي مقدمتهم يحيى السنوار، جلبت علينا الكارثة الحالية".
وقرار صعب آخر أمام "كابينيت الحرب" يتعلق باجتياح بري واسع في غزة. ولفت برنياع إلى أن قرارا كهذا يحظى بتأييد شعبي كبير في إسرائيل، "وهذا التأييد سيتراجع عندما يتواصل القتال، وقائمة الشهداء الجنود القتلى تطول والانتصار لا يظهر في الأفق. وثمة حدود للقدرة على الامتصاص. 1400 قتيل لنا لم يتوجب أن يسقطوا في 7 أكتوبر. وأمهات جنود، وجنود أيضا، سيتساءلون، حتى متى، وحتى أي عدد" من القتلى.
وأضاف أن قسما من الوزراء الإسرائيليين يرون بتحرير المحتجزين في غزة أفضلية عليا، بينما يفضل وزراء آخرون الاجتياح البري. "وهم مقتنعون أن الاجتياح لن يحبط الصفقة (لتحرير المحتجزين)، وإنما ستخفض ثمنها. ونتنياهو يتنكر للحاجة إلى الحسم. وأي مداولات يعقدها تنتهي بمداولات أخرى".
وبحسب برنياع، فإن للإدارة الأميركية مصلحة في تفضيل صفقة بخصوص المحتجزين في غزة، لأن اجتياح بري من شأنه أن يؤدي إلى اتساع الحرب وانضمام حزب الله، وأن تهدد أنظمة في "الدول العربية المعتدلة" وتوريطها وتوريط إسرائيل في الرأي العام الأميركي. كما أن تحرير المحتجزين، وبينهم مواطنون أميركيون، سيفيد حملة بايدن الانتخابية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية بأن نتنياهو منع قرارا بتوجيه ضربة استباقية لحزب الله، لكن برنياع ذكر، اليوم، أن عضوي "كابينيت الحرب" بيني غانتس وغادي آيزنكوت، من كتلة "المعسكر الوطني" التي انضمت لحكومة نتنياهو في بداية الحرب، عارضا عملية عسكرية ضد حزب الله "وهما اللذان منعا قرارا كارثيا".
وأضاف أن "بالطريقة التي فيها نتنياهو الكابينيت، الجميع على حق. ولكل واحد تأثيره. ولا يوجد لأحد تأثير حاسم. وبذلك يكون أسهل منع اتخاذ قرار. وهذا ينطبق على القرار الذي اتخذ الأسبوع الحالي، بتفضيل تحرير المخطوفين على الدخول البري. هذا ما تقرر، لكن مؤلفي الكتب في المستقبل فقط سيتمكنون من القول لنا ماذا حدث بالفعل، وهل المخطوفين كانوا السبب أم مجرد غطاء من أجل إرجاء عملية عسكرية ثمنها باهظ ونجاعتها مشكوك فيها".
اخر الاخبار
قد يعجبك ايضا